Tuesday, November 9, 2010

,,, !! احترس القطار يرجع الى الخلف





اليوم ودّعت بالبسمات عامى الاربعين. و بمزيد من البسمات استقبل عقدى الخامس
لم يمضى على مغادرتى بلادى عشرون عاما و لا أنا أحترف الحزن ... و لكنى قد أحترف الانتظار
لا أعلم, فقط أستمتع بالحقبة الفيروزية التى آزرت فيها من يُنعتون بالمغتربين 
"كما أبكتنى فى أحترف الحزن و الانتظار و أذهلتنى "بيت زغير بكندا 


**
. كبرت في الخارج..بنيت اهلا آخرين..كالشجر اسنبتهم فوقفوا امامي..
صار لهم ظلّ على الارض...و من جديد ضربتنـا موجة البغض
و ها انا استوطن الفراغ..شرّدت عن اهلي مرتين..سكنت في الغياب مرتين
ارضي ببالي و انا أحترف الحزن و الانتظار !!


...اليوم ارتجل الى منتزه واسع لا لشىء الا لأملئ رئتاى بهواء خالى من الذكريات

ثم أفكّر بركوب المترو فأفعل. و فى لحظات انتظارى أتذكر فى مصر يوما ما كنت أستعد لأن أضع قدمى فى المترو -و كنت قد أخطأت مقطورة السيدات- حتى فوجئت بسيدة تجتذبنى حتى آلمتنى. لتسبقنى الى مقعد مأمول لم تفز به احدانا
لا حظت من هيئتها فقر و حدّة و رائحة نفّاذة . لا أدرى لم أثارت فضولى فلاحظتها لا اراديا لاجد انها تتشبث بمكان ما 
يبدو انه سيستحيل لها قريبا .... و قد كان جلست فى ترقب رغما عن ارادة جارتها , فتاة الثانوى التى ارادت اجلاس صديقها الى جوارها
فظلت ممتعضة مما فعلته تلك المرأة المُريبة و لكن ذلك أبدا لم يعيق إيماءاتها له و لا الاشارات المتبادل

ملحوظة عالهامش : تعلّمت بعد ذلك ألا أصدر الاحكام مجانا . فابذل المجهود فقط فيما أشتريه بنفسى
...كما ظللت مبهورة بقدرة المرأة على الإحساس و إظهار المتناقضات فى آن



-----------------------------------------------------------


أبتسم لتباين الحال ثم أعود لاجتهادى فى الحضور اللحظى لاحساس مسالم لا يتذكر. ألوم أغنية فيروز و لا أُغيّرها
فلم أفعل ذلك أبدا . و كافأتنى القائمة على ذلك ب "مرّ بى" فذال عنى احساس احتراف الحزن




**
مر بي يا واعداً وعداً مثلما النسمة من بردى 
تحمل العمر تبدده أه ما أطيبه بددا


رب أرض من شذا و ندى و جراحات بقلب عدى
سكتت يوماً فهل سكتت؟ أجمل التاريخ كان غدا



أذوب كل مرة مع تكرار مُرّ بى و أتوق أكثر الى " سكتت يوما" و ألمس عبقريه الموسيقار محمد عبد الوهاب مع كل جملة
ثم أفقد تركيزى فى فنيّات استمتاعى بها و أذكر مرة كنت أسمعها فى طريقى لمستشفى الاطفال لازور مريضى الاول مصطفى
 !!أااااه كم كان مميزا ذاك الطفل

كنت آنذاك فى السنة الخامسة فى كلية طب عين شمس ,,, الجامعة التى لا يعرفها أحد الان
نعم و كنت قد بدأت استهوى طب الاطفال و أستمتع بساعات قليلة قضيتها فى استقبال الاطفال
حيث شرح لى أحد " الاطباء" حالته المعقدة حيث كان يعانى تلف فى صمامات القلب أدّى الى إصابته بجلطة فى المخ تسببت فى شلله النصفى الذى رأيته عليه !


واعدي لا كنت من غضب أعرف الحب سنى و هدى
الهوى لحظ شآمية رق حتى قلته نفذا
هكذا السيف ألا انغمدت ضربةٌ......... و السيف ما انغمدا


تألمت كثيرا فى تلك الايام على حال مصطفى و بسببه أيضا !. كان فاقدا للنطق الّا انه كانت تتكلم عيناه
تنظر بابتسام لمن يروقه . و بتجاهل لمن لا يعجبه ... بترجى لمن يسأله أن يحضر له أيس كرييم
ظللت أمرّ به كلما سنحت ظروفى وأتفقد ملفّه فقط لأُطمئن حالى عليه و أتحقق من ميعاد عمليته المزمعة
و ظل هو لا ينسى انى لم أحضر له الايس كرييم الذى طلبه و لم يكن مسموح له به
و لكنه لم يتوقف عن ارسال قبلاته مع النسيم لقليلين ميزهم من "أطباءه" الكُثُر


واعدي الشمس لنا كرة إن يد تتعب فناد يدا
أنا حبي دمعة هجرت ان تعد لي أشعلت بردى




كنت آنذاك أرى من الصور تفاصيلها و لا أُجمِلها. فلم أكن أرى أن مثل هذه المشاعر الانسانيه. قد يكون مدّعا
.أو حتى معزولاً عن ما يبدو من الاشخاص فى جزيرة صغيرة فى محيط انسانيتهم المهجور

فالرقة و اللين لا يعنيان النبل بالضرورة
و أن ليس للإنسان وجهى العمله... فقد تتعثر بمن يؤمن بالاحترام و لا يمارسه
و يعتبره الناس نموذج كالكثير من ساساتنا و ولاة أمورنا يبيعون لك المواطنه مغلفة بقانون الطوارئ

تحسم فيروز الموضوع من جديد و تأخذنى مجددا مع احدى مفضّلاتى لها 

طال النوى و بكى من شوقه الوتر خذني بعينيك و أهرب أيها القمر
لم يبق في اللي إلا الصوت مرتعشاً إلا العمائم إلا الضائع الزهر

نعتق النغمات البيض نرشفها يوم الأماسي لا خمر و لا سهر
قد غبت عنهم و مالي بالغياب يد أنا الجناح الذي يلهو به السفر
يا طيب القلب يا قلبي تحملني هم الاحبة إن غابوا و إن حضروا


فلا أعود أتذكر
و يتوقف قطار عمري عن الرجوع الى الخلف
!!

-----------------------------------------------------

  أحترف الحزن و الانتظار... كلمات و ألحان الأخوين رحبانى


مُرّ بى .... كلمات سعيد عقل و ألحان محمد عبد الوهاب


خذنى بعينيك .... كلمات و ألحان الأخوين رحبانى

2 comments:

Doaa Wagdy said...

يتطور أسلوبك من كتابة إلى أخرى و يزيدني ذلك إحساساً بالاعتزاز :))

حلو إن القطار يرجع للخلف و لو لبعض الوقت !!!

gehad,93 said...

اشكرلك دعمك سبب تطور الاسلوب

:)