طرقت باب ابيها طرقات ضعيفة خافتة كمن تتمنى الا ينفتح الباب.
فتح الباب و فوجئ بها ترتمى بحضنه و تبلله دموعها الغزيرات
فتذهله حتى عن سؤالها عما اصابها. تدخل و يحتضنها بقوة و يهمس باذنيها
معلش يا حبيبتي" تنام بعد بكاء شديد لتستيقظ فزعة بعد دقائق
تمر عدة ايام عليها كسنوات طوال لا تبكى فيهن
و لا حتى تتكلم.. و بالتدريج و من دون ان تدرك هي. تتسرب منها ذكرياتها
الجميلات و ضحكاتها العابثات و تضيّع الايام الرضية فى غضبها المتزايد
? غير عابئة بشئ. فقط ترتقب اين يرسو بها قارب احزانها تلك
ثم يدخل اخوها صائحا "ازاى يتجرأ يعمل فيكى كدة. هو انت مالكيش اهل ؟؟ " ......
يشتعل غضبا فيحاول ابوه تهدئته و تهدئة نفسه هو الاخر
وما كادا ان يهدئا حتى اتتهما عازمة على انهاء الامر برمته
, تتقافز برأسها كلمات "أما و ان أهانك... ففراق بالمعروف" .... يحاول ابوها مناقشتها .
ويأبي عليها الجُرح الا ان تعتزم الفراق
تذهب محاولات الجميع فى اقناعها ان تعدل عما انتوت سدى ... حتى يقرر الاب تجنب اثارة ذلك القرار
حتى ياتي يوم يُطرق فيه الباب. و اذا به اتيا مبديا تأثر
ليطلعه اخوها على ما آل اليه الحال و ما ارتاحت اليه نفسها. فيأبى ان يصدق الا بأن يسمع منها
فيذهب اليها ابوها فيوقظها من نومها المُدّعَى و يحضرها بحالتها تلك
تتماسك عند رؤيته و تتجنب عيناه الشاخصتين و تعيد على اذنه ما قاله اخوها
يجتهد الاب فى اقناعها بصدق توبته و لا تقابل ذلك الا بالتزام قرارها
فيقترب منها اباها و يمزق عنها ثوبها الساتر ... لتفاجئ هي بنفسها مستترة به ناسية كل ما كان