نزلت من بيتها متعجلة و مُرغمة كمن اضطُرّ الى تفادى قطة فصدم شجرة
فاجاءها الجو ببرودة اكثر مما توقعت فاحتمت بكوفيتها و اجتازت الشارع حتى وصلت الى مقصدها: بيت خالتها
صعدت درجات السلم ببطء و ترقب و تكهنات عن سبب ذلك الاستدعاء
وصلت لتجد انهم يجرون تجديدات شاملة فى ديكورات البيت و قال لها ابن خالتها
" كلمتك كى تزورينا فلا تكونين وحدك
"و أسألك رأيك , اختارى بنفسك الالوان. علّك تقبلين و نتزوج هنا"
تجاوزت اقتراحه يقولها "انت اخى الاصغر. ولكن لا يمنع هذا من ان اعطيك رأيي
"الاحمر الداكن هو الأكثر انتشارا هذه الايام . فكر به
"سأعد شايا اتناوله فى الشرفة"
ثلاث سنوات مضت على سماعها نفس الجملة من ريما صديقتها المقربة
"اكثر ما احبك لاجله هى شقة العجمى !!"
هكذا اعتادت ريما ان تفتح حديثها فى كل مرة زاروا فيها الاسكندرية و مكثوا نتلك الشقة
لكم اتمنى ان نقضى شهر العسل هنا انا و محمود بدلا من السفر للخارج"
ليس هناك ما يقارب سهرة شتوية مع من تحبين تحت سماءك الخاصة
"ومن شرفتك ترقبين نجوما تأتى وأخرى تروح
لطالما تعجبت من اهتمامها بدقيق التفاصيل و من سحر مثلها عليها
فاجأتها ذات مرة و دخلت عليها الشرفة لاجد انها تنسج شئ ما بتركيز حانى
و تتمتم باشياء لا افهمها
"امازال فى الالفية الثالثة من يغزل جوارب صوفية حمراء بالتريكو!!"
فأجابت فى ثقة
"و كيف لكى ان تدركين روعة احساس بان تهدين من تحبين شيئا صنعته يداك!!"
"ثم انى انسج كوفية و ليس جورب"
"?!و فيم التمتمة اذن" ... "تعويذة حب"
"قالت "بل وصايا و نغمات
لطالما شبهت الكوفية بروابط الصداقة... تحمى و تبعث دفءً
تلتف حول العنق فى اهتمام و لا تخنق
يضعها من يؤمن بها و يهادى بها من يفهمها
تماما كالصداقة
عادت تغزل هديتها باتقان و حدثتنى قائلة
"محمود ليس افضل رجال الدنيا. و لكنه الافضل عندى, يكبرنى بعامين و مع هذا اراه طفلى, و اثق بان وجودى معه دافعه للافضل. بعمرى لم القى همومى عى احد سواه"
"و سواكِ ايضا. انت اصدق رفيقة و افضل اخت
اعاجلها بسؤال " ما بال شقتكما و متى تتزوجان حتى نرتاح منكما معا؟" فتجيب
اقتربنا و الان نحاول الاتفاق على الوان الحوائط. و انا أفكر فى الاحمر الداكن سيكون رائعا اذا تداخلت معه الوان الاثاث"
"و سيصير الاكثر انتشارا هكذا اخبرتنى مهندسة الديكور
انتبهت على صوت ابن خالتها يقول:
"جهاد !!... تجمد كوب الشاى و تجمدتٍ انت ايضا سأعد لنا كوبين نشربهما بالداخل"